أختي في الله ....
كثيرا ما ننطق أو نكتب هذه الكلمة ... جزاك الله ألف خير .....
حقا إن الله هو خير من يجازي بالخير وعطاؤه لا يضاهيه عطاء
مخلوق ... ولكنك يا أختي الحبيبة عندما تضيف كلمة ألف والتي هي
عدد فانت تحدد مقدار العطاء الذي تدعو المولى أن ير**ه أختك التي
دعوت لها ....
أختي قل الدعوة ولكن دون تحديدها بعدد فدعوتك بــ ( جزاك الله خيرا )
قد يقابلها من الله خير يهبه المولى - سبحانه وتعالى - لذلك المدعو له
وقد يتعدى الخير ألف خير وبتحديدك الدعوة فانت تطلبي لها مقدارا
معينا تسأل المولى أن يجزيه - سبحانه وتعالى - به ...
أحبتي أنا من أولئك الأشخاص الذين كانوا ينطقون بالعدد في دعواتهم
للغير حتى التقيت بأكثر من شخص شرح لي المعنى ووضح لي معنى
الدعوة وأجرها ودلني على ما غفلت عنه ...
فجزاهم الله عني الخير
وهناك فائدة أخرى تتعلق بهذا الدعاء
أستئذنك في طرحها
وهو أنا بعض الناس زادوا في هذا الدعاء رغبة في الخير
فقالوا (جزاك الله ألف خير )
والحقيقة أني كنت واحداً منهم
ثم تبين لي أنا وقعنا في النقص من حيث أردنا الزيادة
لئن قولنا ( ألف) فيه تخصيص لكمية الخير وإن كانا كثيراً في نظرنا
ولكن قول (جزاك الله خيراً) أكثر في الكمية، وأحسن في الكيفية
أكثر في الكمية : لئن خيراً هنا نكرة والنكرة تفيد العموم
فيكون المعنى كل خير ؛ وكل خير أكثر من ألف خير
وأحسن في الكيفية: لئنه موافق للسنة
والوقوف على السنن أحسن من الاجتهاد في غيرها
والله أعلم
لا تقل جازاكم الله خيرا، وقل جزاكم الله خيرا
قال الراغب الأصفهاني:
لم يجئ في القرآن إلا جزى دون جازى، وذاك أن المجازاة هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين،
والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها.
ونعمة الله تتعالى عن ذلك.
ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله عز وجل، وهذا ظاهر.
المفردات 93.