أسماؤه وموقعه :
يقال له : مسجدالقبلتين لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يتحول من بيت المقدس إِلىالكعبة .
ويقال له: مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بنيسلمة ، قال الزبيدي : بنو سلمة هم بطن من الخزرج من الأزد من القحطانية ، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بنكعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة المنورة قريباً من العقيقغربي جبل سلع وهو على يمين القادم إِلى المدينة المنورة من طريق خالد بن الوليد رضيالله عنه ، ويبعد عن المسجدالنبوي خمسة أكيال بالاتجاه الشمالي الغربي.
لقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم إِلى بيت المقدس فترةمن الزمن بعد قدومه المدينة، ثم أمر بالتحول إِلى الكعبة الشريفة، وكانت عملية تحويل القبلة إلى مكة في شعبان، وقيل في رجب من العام الثاني من الهجرة.
-وفيالسير لابن حبان حولت بعد سبعة عشر شهراً وثلاثة أيام
-وقال الشيخ شرف الدينالدمياطي : نصف رجب بعد خمسة عشر شهراً ونصف.
وقال ابن حبيب في المحبر : حولتللنصف من شعبان في الركعة الثانية . وقيل : في صلاة العصر .
وعند النحاس بعدبضعة عشر شهراً .
- وعن أنس رضي الله عنه عشرة أو تسعة أشهر .
وفيصحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة : سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا من غير شك. قيل : واعتمادهأولى .
-وعند أبي القاسم القشيري في لطائف التفسير : صلى رَسُولُ الله صَلَّىالله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيت المقدس بعد قدومه المدينة مهاجراً ستة عشر شهراً،عن قتادة ، وقيل سبعة عشر شهراً عن ابن عباس رضي الله عنهما.
-وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ثلاثةعشر شهراً استمالة لقلوب اليهود أن يصلي إلى قبلتهم، ربما يرغبون في دينه، ثم إنهصَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره موافقتهم في أمر القبلة لما قالوا: لولا أنديننا حق لما صلى إلى قبلتنا ولما استن بسنتنا، فقال صَلَّى الله عَلَيْهِوَسَلَّمَ لجبريل:" وددت أن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها ، فقال جبريل عليهالصلاة والسلام إنما أنا مَلَكٌ عبدٌ لا أملك شيئاً فسل ربك، فصعد جبريل عليهالصلاة والسلام السماء، وخرج رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلىالصحراء نحو أحد، يصلي هاهنا ركعتين، وهاهنا ركعتين ويدعو الله تعالى أن يجيز له فيذلك ،فلم يزل كذلك يديم النظر إلى السماء حتى دخل ناحية أحد، فأنـزل الله تعالى فيرجب بعد زوال الشمس قبل الظهر: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآية ، وصرفت القبلة،وذلك قبل بدر بشهرين" .
-قال الربيع: وكان النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِوَسَلَّمَ في ابتداء الهجرة مخيراً في التوجه إلى بيت المقدس أو الكعبة، إلا أنهاختار بيت المقدس ، وكان التوجه إليه فرضاً وإن كان مخيراً فيه، كالمخير في كفارةاليمين أي واحد اختار فهو فرض عليه.
-وقال ابن عباس رضي الله عنهما : بل كانالفرض التوجه إلى بيت المقدس ونسخ.
-وعند الزمخشري : صرفت القبلة ورَسُولُ اللهصَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد بني سلمة، يعني مسجد القبلتين، وقد صلىبأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب، وتحول الرجالمكان النساء ،والنساء مكان الرجال
-وروى الزبير عن محمد بن جابر أنه قال : صرفت القبلة ونفر من بني سلمة يصلون الظهر في المسجد الذي يقال له مسجدالقبلتين، فأتاهم آت، فأخبرهم وقد صلوا ركعتين، فاستداروا حتى جعلوا وجوههم إلىالكعبة بذلك سمي مسجد القبلتين.
-قال ابن العربي وغيره : نسخت القبلة مرتين ، والله أعلم .
وقال سعيد بن المسيب: قبل بدر بشهرين، قال: والثابتعندنا أنها صرفت في الظهر في مسجد القبلتين. ونقل النووي في سير الروضة عن محمد بنحبيب الهاشمي أن التحويل يوم الثلاثاء النصف من شعبان من السنة الثانية جازما به،وقد سبق قولهم في النصف الثاني من رجب والله أعلم .
واختلف العلماءفي تعيين المسجد الذي نزل فيه الأمر بتحويل القبلة، فقال بعضهم: إِنه مسجد بني سلمة - مسجد القبلتين - وقال الآخرون: إِنه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل مسجد المستراح .
روى البخاري عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان رسولالله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إِلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل: (قد نرى تقلبوجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس وهم اليهود (ما ولاهم عنقبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إِلى صراط مستقيم ) ، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صَّلى فمرّ على قوم من الأنصارفي صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليهوسلم، وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة .
وعن أنسبن مالك قال: صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرةأشهر فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرفبوجهه إِلى الكعبة فقال السفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها .
وروى ابن النجار عن عثمان بن محمد قال: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة منبني سلمة يقال لها: أم بشير في بني سلمة فصنعت له طعاماً فجاء الظهر فصلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجهإِلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسمي ذلك المسجد مسجدالقبلتين. وكانت يومئذ أربع ركعات منها ثنتان إِلى بيت المقدس وثنتان إِلىالكعبة .
وذكر ابن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراءبن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاماً وحانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليهوسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يوجه إِلى الكعبة فاستدار إِلى الكعبة واستقبلالميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين .
وعن البراء : أن النبي صلى الله عليهوسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال : أخواله - من الأنصار وأنهصلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلتهقبلَ البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلىمعه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى اللهعليه وسلم قَبِلَ مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم .
وعن أنس رضي اللهعنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: (قد نرى تقلبوجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام...) فمر رجل منبني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إِن القبلة قد حولتفمالوا كما هم نحو القبلة.